النشرة الثالثة| الهيئة السعودية للتخصصات الصحية

التقينا مع الوليد البدر في مساحته داخل ملتقى الصحة العالمي، وهو طالب طب في كلية الأسنان، وتحدث إلينا عن شركته التي أسسها واسمها الذّكاء الصحي وتحمل شعار: طُموح سُعودي وتأثير عالمي، ويهدفُ الوليد -من خلال شركته النّاشئة- إلى تقديم حُلول جديدة بالكامل لعيادات الأسنان حول المملكة عبر استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي وتسريع عملية تحليل صور الأشعة، ويَطمح الوليد أن يكون جزءًا من التغيير في القطاع الصحي الذي يشهد تحولاً سريعًا

لقد دقّت ساعة الذّكاء الاصطناعي، وأصبح جرسُها يَطرُقُ جميع جوانب المَسعى البشري، وأحدث ذلك خليطًا من الخوف والفضول لدى العاملين في مختلف القطاعات ومنها القطاع الصحي. ومن هنا قررنا كتابة مقال مختصر لتسليط الضوء على الطّب العَميق وتأثير الذّكاء الاصطناعي على القطاع والعاملين فيه، مع العلم أنَّ الموضوع آخذ بالتطور لحظةً بلحظة 

?

.

مرحبًا بكم في نشرة نوفمبر 

         ? 

 

 

 

 

 

 

 

يعمل الصّيدلي هزّاع الغامدي مديرًا للصّيدلية الخارجية في مُستشفى الملك فيصل التّخصصي ومركز الأبحاث. يُحاول هزّاع تَوظيف ما تعلمه في ماجستير المَعلوماتية الصّحية وماجستير إدارة الأَعمال في عمله اليومي ما أمكنه ذلك

 

يقول هزّاع لنا :  لتحليل البَيانات سِحرُه الخاص، فهو يَجعلُ العَمل أَكثر مُتعة، استطعنا بناء لوحات تحكم لاستعراض أداء الصيدلية، ثُم تَحديد فُرص التّطوير، ومن ثَم استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي في عمل نَماذج تَنبؤية مُستقبلية لعدد الوَصفات المُتوقع كتابتها من قبل الأطباء، إنني أنصح الجميع بالاستفادة من البَيانات الرّاكدة وبث الحَياة فيها، عبر تَحليلها وفهمها وتَمكين الابتكار في بيئة العَمل

 

 

 

 

 

الشّهر العَالمي لسَرطان الرّئة،   شهر نوفمبر بالكامل

اليَوم العَالمي للأشعة، ٨ نوفمبر

اليَوم العَالمي للالتهاب الرئوي، ١٢ نوفمبر

اليَوم العَالمي للسّكري،  ١٤ نوفمبر

اليَوم العَالمي للطفل الخديج، ١٧ نوفمبر

الأُسبوع العَالمي للمضادات الحيوية،  ١٨ نوفمبر

اليَوم العَالمي للرجل، ١٩ نوفمبر

اليَوم العَالمي لإحياء حوادث الطرق، ٢٠ نوفمبر

الأُسبوع العَالمي للطفل، ٢٠ نوفمبر 

 

القائد متعطش للمعرفة على الدوام

يَفترض الكثيرون عدمَ حاجة القادة لتعلم المزيد، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن القادة الناجحين يبقون على عقولهم مفتوحة لتعلم المَزيد وخاصة من الأَخطاء التي يقعون بها، فَهم دَائمًا مُتعطشون لمَزيد من الخبرات، وفي حال تَشبعهم في مَجالهم فإنهم يقرؤون في مَجالات أخرى ويَتعلمون منها أَشياء جديدة لتطبيقها في مجالهم الخاص، والتّواضع صفة للقائد فهو لا يعتبر نفسه خبيرًا وإنما يتواضع لأجل أن يتعلم أكثر

 

 

 

 

دَقّت سَاعة الذّكاء الاصطناعي

 

التقى المُهندس مُصطفى اليعقوب مع الدكتورة أَشواق العُتيبي قبل أشهر عدة في إحدى الهاكاثونات، واتفقوا على ابتكار حل تقني باستخدام الذّكاء الاصطناعي لمساعدة العاملين في الطب المنزلي في المملكة، وبَعد العَمل على النّموذج الأَولي وافقت مسرِّعة الأعمال غَاية على دعمهم ماليًّا وتبني المشروع في المسرِّعة وأطلقوا اسم موجة الرعاية على هذه الشركة الناشئة، وكان يوم الخميس الماضي هو اليوم الموعود لعرض الفكرة أمام المستثمرين، وبالامكان تصفح موقع الشركة السعودية الناشئة من هنا

 

حقق الذّكاء الاصطناعي قفزة نوعية خلال العقد الماضي، لقد كان للحاسب قديمًا القدرة على التعامل مع البيانات الرقمية مثل درجة حرارة الجسم وقياس سكر الدم، ولكنه لا يستطيع فهم البيانات اللغوية الوصفية مثل تلك الموجودة في ملفات المرضى التي يكتبها الأطباء والممرضون، أي أن الحاسب لا يفهم اللغة البشرية المكتوبة ولا يستطيع التعامل معها؛ نظرًا لتعقيدات اللغة والنحو والسياق، إلا أن ذلك تغير الآن، لقد سقط حاجز اللغة إلى غير رجعة، وأصبح الحاسب يفهم اللغة البشرية بكل براعة وينظم الشعر كذلك

 

في ظل هذا، نجد أننا كممارسين صحيين في وسط عالم يتغير ومن الواجب علينا فهمه ومجاراته، فجميع البيانات الصحية ستصبح مرقمنة حتى اللغوية منها، وسيؤثر ذلك على أوصفانا الوظيفية ويغير من طريقة الممارسة الصحية إلى الأبد

 

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي شكل الممارسة الصحية؟

 

خلال سنوات قليلة، سيتغير شكل الممارسة الصحية في المستشفيات

 

لنبدأ برحلة المريض على سبيل المثال، عند وصول المريض إلى العيادة، ستكون تجربة المريض مختلفة عما يحدث حاليًا، سيكون الروبوت هو المستقبل الأول للمريض، ويتعرف على المريض من خلال الوجه، و يتحدث معه حديثًا لبقًا، ويوجهه إلى العيادة، وحتى تتخيل ذلك، اطلع على روبوت (نور) الموجود في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

 

وبعد دخول المريض للعيادة، سيتفاجأ أن الطبيب لا يكتب أي شيء على الحاسب، فكل الحديث ينقل فورًا إلى الحاسب عبر المايكرفون الموجود في العيادة، وهذا ليس ضربًا من الخيال العلمي، هناك شركة اسمها نيوانس وهي تابعة لمايكروسوفت توفر هذه الخدمة 

 

في نهاية الموعد مع الطبيب، يطلب المريض تقريرًا مفصلًا عن حالته، وبضغطه زر- وبفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي-، يخرج التقرير مطولاً عن المريض وحالته، يقرأ الطبيب التقرير ثم يوقع عليه، هكذا وبكل بساطة؛ وهذا الحل متوفر لدى شركة إيبك على سبيل المثال

 

وبالنسبة للمرضى المنومين، ستحدث ثورة في الجولات الصباحية للفريق الطبي مع وجود الذكاء الاصطناعي الذي يساعد الطبيب في عملية التشخيص واقتراح العلاجات ومتابعة الجرعات. و قد أعلنت بعض الشركات مثل إيبك و سيرنر عن تبني مثل هذه الأدوات على مواقعها في الإنترنت، وهذا غيض من فيض، والمستقبل يحمل الكثير، ومن المتوقع أن تتغير الممارسة بشكل أكبر خلال السنوات القادمة

 

 وللدكتورة شروق العويس بحث يستحق القراءة في تأثير الذكاء الاصطناعي على الممارسة الصحية

 

سؤال المليون: ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف الصحية؟

 

مع استثمار  القطاع الصحي في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي وجلب هذه الأدوات للعاملين في المستشفيات، يتوقع الخبراء زيادة الرضا الوظيفي للممارس الصحي بسبب اختفاء الأعمال الروتينية، وتذكر الدراسات بأنه لن يكون هناك استغناء عن الوظائف في القطاع الصحي في المستقبل القريب، وإنما يحدث تعزيز لدور الممارس ومساعدته في أداء عمله بشكل أفضل، وحسب شركة ماكينزي في تقريرها، فإن الوظائف الصحية ستكون أقل تهديدًا من القطاعات الأخرى، ودائمًا ما تذكر التقارير المختلفة أنّ مهنة التمريض هي أقل الوظائف المعرضة للخطر

 

من ناحية أخرى، يُحاجج أحد أساتذة الاستراتيجيات بأن هناك ثلاثة عوامل تحدد مدى تأثر مهنة الطبيب بالذكاء الاصطناعي وهي : طبيعة الخدمة التي يقدمها الطبيب، وحجم المعلومات التي لا يمكن رقمنتها، ومن ثَمَّ عدم فهمها من قبل الحاسب، ومدى الكفاءة التي يتفوق بها الحاسب على الطبيب

 

و يتوقع الخبراء بوجود احتمالية لاختفاء بعض الوظائف الصحية على المدى البعيد، أي بعد عشرين سنة قادمة، ويقابله ظهور وظائف جديدة لم تكن موجودة، وسيتأقلم الجميع على ذلك

 

ماهي الطريقة الأسهل لتعلم الذكاء الاصطناعي؟

 

الفيديو المقدم من قوقل لتيسير مفهوم الذكاء الاصطناعي مفيد جدًا، ويعطي خارطة طريق تسهل فهم الصورة الكبيرة، وهناك بعض الكتب المبسطة عن الموضوع مثل كتاب الذكاء الاصطناعي: مقدمة قصيرة جدًا، أو كتاب الآلات التي تفكر

 

وهناك دورة خاصة من جامعة ستانفورد عن الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي وهي رائعة كذلك

 

سدايا والقطاع الصحي

 

 في لقاء مع مجلة المجلة، يذكر الدكتور ماجد التويجري مدير المركز الوطني للذكاء الاصطناعي بأن هناك تعاونـًا مع وزارة الصحة في تأسيس مركز التميز للذكاء الاصطناعي للقطاع الصحي، الهادف إلى تطوير الإستراتيجية الوطنية، وساعد المركز  في دعم مجموعة من رواد الأعمال مثل سدم، التي تملك أداة الفاحص الذكي لشبكية العين، وللمركز مبادرات في دعم الكشف المبكر عن سرطان الثدي وتكلسات القلب وغيرها

 

 

يجب ألا نبقى زبائنًا إلى الأبد

 

الطريق الأفضل اتباعه، والأسلم لنا، هو أن نبادر بصنع منتجاتنا الخاصة بأيدي الأبناء و أن نكون المالكين للتقنيات والمصدرين لها، إنها مسألة أمن قومي بالدرجة الأولى، حيث ما توفره الدولة من دعم للذكاء الاصطناعي هي دعوة للعمل، والزمن يتسارع، ومن الواضح أن البيانات هي نفط المستقبل ويجب أن نستفيد منها بأنفُسنا لأنفُسنا، وأول هذه الخطوات هي دعم الشركات الناشئة في هذا المجال، وسدايا قد بدأت بالفعل، إن الدكتورة سلوى الهزاع والدكتورة أشواق العتيبي ومصطفى اليعقوب هم أمثلة رائدة، ونريد أمثله أخرى لابتكار حلول نفاخر بها تبدع اقتصادًا معرفيًا للوطن، إنها دعوة لتجنيد الطاقات نحو ثورة في القطاع الصحي

  

 

 

إلى اللقاء في نشرة ديسمبر

كُونوا بخير 

?